هجرة الدّيار والنّأي عن الوطن وحمل الذاكرة بدل الحقائب كلّها من أوزار هذا العالم وآلامه الواقعة و المتوقّعة … لكنّ الطّيور تظلّ وفية لأوكارها ، حتى ولو كانت من يابس الحطب كما يوصّف ذلك المثل الشعبي التونسي،”ووكري وكري حتى لو كان عود يابس”. لكن يحدث أن يضطرّ المرء إلى مغادرة أرضه اضطرارا ، ويجبر على توطين روحه وجسده على البعد ،وحتما يجد نفسه في هذه الحالة ملزما بالعيش على إيقاع أمكنة أخرى وينخرط في نسيجها الاجتماعي والثقافي واللغوي، ويتخذ منها فضاءات لجسده وروحه ،قد تكون على مقاسه أو أضيق من ذلك أو أوسع . ولكنه يظلّ يحمل الوطن جرحا بين الضّلوع يئنّ به كلّما التفت ، أوأبصر عن بعد دخان يذكّره بموقده، أو نشق ريح بنّ يذكره أنّ أمه هناك في الناحية الأخرى من القلب تعدّ قهوة الصباح وتبكيه. Read the rest of this entry »
Category Archives: النقد
مكابدة القصيدة قراءة في قصيدة شعر مرسوم للشاعرة أسماء صقر القاسمي /فوزية العلوي
قراءة في قصيدة شعر مرسوم للشاعرة أسماء صقر القاسمي
فوزية العلوي شاعرة وناقدة من تونس
ثمة ظاهرة طريفة في الشعر قديمه وحديثه بل في الأبداع الأدبيّ على وجه الخصوص والفكريّ عموما ألا وهي تأمّل حدث الكتابة أو الوعي بفعل الكتابة ،أو جعل الكتابة موضوعا شعريّا بحيث يصبح الشعر أداة وموضوعا مع مايصاحب ذلك من رؤى ووجهات نظر مختلفة إزاء حدث الكتابة أو الفعل الإبداعي .فثمّة من يتخذ ذلك مدار فخر واعتزاز ويجسّده المتنبي أحسن تجسيد ،إذ لا يفتأ في شعره يتغنّى بمهارته الأدبية التي غدت ضربا من الوحي أو السّحرفهو القائل:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم..
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جرّاها ويختصم.
قراءة في «تغريبة حرف»للرسّام التونسي عبد الله بولعباس بقلم فوزية العلوي
قراءة في «تغريبة حرف»
للرسّام التونسي عبد الله بولعباس
بقلم فوزية العلوي
الفنّ ….ليس محتاجا إلى تقديم
يأتيك دون استئذان كالحبّ أو كالموت.
يطرق عليك أبواب دهشتك …
فلا تملك إلا أن تستقبله وتفسح له في القلب متّكأ.
قد تنقصنا المعرفة العالمة بتاريخ الفنّ ،وبمدارسه ومحطّاته .قد لا نعرف بالضرورة ممّ قدّ الفنّان أعماله؟ومن أي خامة شكّلها وصاغ معدنها وكيف تأتّت له وانصاعت لأنامله لتكون على هذا النّحو من البهاء والجلال والإيحاء ؟…ولكنّنا نملك القدرة تماما على أدراك ما تتوفّر عليه هذه الأعمال من أحاسيس،و Read the rest of this entry »